الأرواح المعلّقة
نبذة عن الكتاب :
إن الهدف الأسمى لبعثة النبي محمد (ص)، و إنزال القرآن الكريم هو معرفة الله، وتنظيم حياة الناس بالشريعة؛ لقيادتهم نحو سعادة الدارين؛ ولما كان لب هذه المعرفة هو الله، فهي تلتقي مع العرفان في هذا الإطار؛ والسبب: أن من أمهات المباحث العرفانية، معرفة الذات الإلهية، وأسمائها، وصفاتها. ومن مدارج العرفان، معرفة كيفية التحلي والتخلي، والسير في عوالم قوسي الصعود والنزول في العرفان العلمي، وهذا غير متيسر بشكل صحيح من دون التوجه الى روح الشريعة وباطنها. فلكي يشتعل وجدان السالك إشراقا بمعرفة صحيحة، لابد وأن يلتزم بظاهر الأحكام الشرعية؛ لان ابتداء العمل العرفاني يكون من خلال ذلك، وهذا يعني ربط العرفان بالأحكام الشرعية والفقه السلإمي، فالفقه هو الشكل الظاهري للأحكام، والعرفان هو الحقيقة الباطة له، ومن هنا قال بعض العرفاء: بأن الفقه من دون العرفان لايتجاوز الشكل والظاهر، ولا يوصل العبد الى باب الله والعروج بالمعراج الحقيقي. وكذلك العرفان من دون الشريعة لا يجد ترجمانا ينقل حقائقه، فالشريعة سلم الوصول، والعرفان مقصد الوصول. وقد توخيت في بحثي هذا المقارنة بين مسكلين: (مسلك محي الدين بن عربي)، و(مسلك كبار عرفاء الإمامية كالملا صدرا، والإمام الخميني (قده) وغيرهما.